شقراوات سكاندينيفيا يغردن الطرب العربي الأصيل مع فرقة سومر

شقراوات سكاندينيفيا يغردن الطرب العربي الأصيل مع فرقة سومر في السويد، ومطربة العراق الأولى عفيفة إسكندر
الجزء الثاني [ إضطررت لطول الموضوع الى تقسيمه الى 3 أجزاء]

استلمت من د. طلال جوابا ًيفيض رقة ولطفا ًوسرورا ًبمعرفتي ومرحبا ًبي كصديق دائم لفرقتهم وذكرأنهم يأملون ان تتاح لهم فرصة اقامة حفلات في بلداننا العربية وفي الولايات المتحدة وأوربا، والتي اقاموا فيها وفي السويد والنرويج لحد الآن عشرات الحفلات، وظهروا كذلك على القنوات التلفزيونية السويدية والنرويجية (ستجدون على ماي سبيس الكثيرمن الحفلات المقامة في مدن أوربية). كما ذكرأنه وجهت لهم دعوة من مجموعة من العراقيين في كاليفورنيا وغيرها من الولايات لإحياء حفلات في أمريكا ولا تزال قيد الدرس والإستكمال، ويأملون ان نلتقي عند زيارتهم. ليس ذلك وحسب بل أضاف الى إجابته الكريمة روابطا ًمن نشاطات فرقة سومر الفنية الراقية. كم سعدت بهذه الإلتفاتة الرائعة والإحساس الجميل وعكـفـت على تخصيص ليلة طربية إستغرقت بضعة ساعات كانت من أمتع الليالي التي عشتها

قمت بعد ذلك بالبحث عن هذا الإنسان الكبيروالفنان الرفيع اللامع فاكتشفت مقالات عنه ورسائل بينه وبين أستاذ وزميل له في جامعة الموصل هوالدكتورعبد الإله الصائغ - مغـترب آخر حلت به الرحال في مدينة ديترويت بولاية مشيغان الامريكية بعد قضاء عشرة سنوات في أقطار المغرب العربي
(سأدون روابط مقالتين عن الفرقة في آخر هذا الموضوع). وقبل ثلاثة أيام سنحت الفرصة لي لمكالمة د.طلال تلفونيا ًوكم كان سروري أن أقضي ساعة سعيدة مع عراقي لم أره في حياتي-- فنان رائع قدير حساس وإنسان كريم النفس حسن المنبت؛ واحد من أطيب ما أنجبتهم الموصل الحدباء، محب للحياة والسلم والأخوة الإنسانية، ووفي للتراث الفني الموسيقي العراقي الذي إبتدأ منذ إخترع السومريون قيثارتهم ذات التسعة أوتار-- أمر لم يسبقهم فيه أحد لحد الآن. وقد تلطف د. طلال فأرسل لي مزيدا ًمن نتاج فرقته العـتيدة فأغرقني بكرمه والطافه. ولفرحتي بالمصادفة السعيدة التي عرفتني بهذا الفنان والشاعرالعراقي النابه العالي الثقافة والمليء بالإحساس ومشاعرالحب والجمال، ولأن هذا النتاج الموسيقي الرفيع الذي حققه في عالم جديد ونجاحه العجيب مع خامات "نوردية" رائعة كمن "ينحت في الصخر الجلمود على حد قوله"مما يصل الى الإعجاز فقد هطلت دموعي بغزارة فبكيت بكاء حزن وفرح في الوقت نفسه، وإشتاقت نفسي الى أهلي وأوطاني التي لحسن حظي رأيت منها عددا ً كبيرا ً. المهم لقد اصابتني هزة عاطفية حلوة ووجدت ان هذه التجربة الفذة التي لم تكن لي بالحسبان غسلت كثيرا ًمن أحزاني وربما كذلك أعادت لي مشاعرالحزن والحنين عما فقدته، فـفـقـدان الوطن لا يقل عن رحيل الأم وفراقها الأبدي. لقدعـلـَّق َ أبا هند (د. طلال) على حديقة روحي أنساما ً عطرة ًمن غوطته الغـناء وجمالا ً وفرحا ً قلما يتذوقه المرء خاصة عندما يكون مفا جئا ًوبكثافة عالية، وأعاد لي وأنا في غربتي ذكريات حلوة ومرة وراحة نفسية تشعرك بأنك دخلت أبواب جنة مليحة. وهكذا وددت أحبتي أعضاء منتدى الفنانة الرقيقة السلطانة فـُلـة أن أشارككم هذه التحف الموسيقية والغناء الطربي الوسيم وكل أملي أنكم ستقضون سويعات سعيدة جميلة مبهجة قد تشوبها مسحة حزينة ومؤلمة عاشها العراقيون آلالفا ًمن السنين فطبعـت حياتهم وأصبحت جزءا ًمن حزن وألم فولكلوري دفين منذ أزمان سومروكّـلكّامش
ملاحظة: معظم الأغاني التي ستشاهدونها تحوي مشاهد عراقية كثيرة في منتهى الجمال والروعة ومناظرخلابة ستقوم بتقديم الكثيرين منكم الى بيئة العراق وأهله من شماله الى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. أملي كذلك أن تثيررغبتكم للتعرف على بلد مابين النهرين: أرضه، مناخه، أهله وتنوعهم الأثني، لغاتهم المتعددة ولهجاتهم المختلفة، أديانهم وطوائفهم، وتاريخهم الحافل بالمجد (وأحياناً بالبلادة والخمود) طيلة ما يزيدعلى سبعة آلاف سنة. واقترح، لمن يستطيع، تخصيص ساعتين وربما أكثر لسهرة طربية مبهجة في اركان هذه الحديقة الموسيقية الغنـّاء فأهلا وسهلا ومرحبا بكم عشاق الطرب الأصيل

*********
بعد أن تكونوا قد قرأتم محاورة العتابي مع عفيفة اسكندر واستمعتم الى إغنيتها "حرقت الروح" في الرابط أعلاه أدعوكم للإستماع لنفس الأغنية تؤديها المطربة السويدية الموهوبة آنا أوترتون، مهداة لكلكم وإلى علي ٍّ بشكل خاص،على الرابط التالي حيث المقارنة واردة بين الأصل والتقليد

أغنية " حرقت الروح" للمطربة عفيفة اسكندرتغنيها المطربة السويدية آنا أوتورتون 5:56 http://uk.youtube.com/watch?v=n8ySfd7KGho

واليكم الآن الأغنية التالية المهداة بشكل خاص للعزيزة فـُلة -- مؤاساة ً لها في مصابها العظيم ومشاركة لها في حزنها وألمها، ولكل أعضاء منتداها كذلك
أغنية "غريبة من بعد عينج يا يمة " للمطربة زهورحسين تغنيها المطربة النرويجية
ماري آنا هولومبوا 10:08
http://uk.youtube.com/watch?v=DyhTgpSVmc4&feature=related

أعزائي ... ذهلت لإبداع هذا الرجل ... هذا الفنان الكريم ... إنه فلتة .. وكالكثيرين من أعاظم المفكرين والعلماء والمثقفين والفنانين وذوي القدرات الخلاقة الذين يعانون في عالمنا العربي من الإهمال والتهميش، من قبل اوطاننا وصانعي القرار فيها، نراهم يجدون الإعزاز والإكبارمن أمم أخرى... وجد طلال مكانه اللائق في بلد جميل كريم راقي والذي وصفه لي بـ"المهذب" وأتفق معه في ذلك تماما ً فقد زرت السويد مرتين ولي فيها ابناء عمومة وشعرت فيها بالهدوء وراحة النفس ولطف البشرولا ادري كيف حصل عندما كنت مع إبنة عمي في سوق مدينة على السا حل الغربي ان تقدمت لي سويدية عجوز شمطاء وصافحتني بحرارة ولهفة وفرحة وإعجاب، متحدثة بحماس بالغ، وظهر لي من ترجمة ابنة عمي التي أخبرتها اني لست سويديا ً ولا اعرف اللغة ان المرأة تصورتني زعيم الحزب الليبرالي في السويد والتي هي من محبيه فأبدت فرحا هائلاً بلقائي في مدينتها الصغيرة. ولا شك انها اصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما لم أنطق ببنت شفة، بينما أقول أنا لنفسي "صيت الغنى ولا صيت الفقر." والمهم ان طلال وصل أهلا ً وحل سهلاً في بلاد السويد الجميلة فانطلقت روحه الفنية في سماء بلاد النورد وهاهي الدررواللآلي تشع انوارالفن العراقي والعربي وتنقلها الى ارجاء المعمورة وحبذا لو كانت انوارها قد وصلت الى عالمنا العربي، فالثقافة والإبداع كنوزٌ لا تـفـنى، ولا ينبغي إهدارها. واليكم أعزائي
كليب" البنت تحت الهلال " الذي يحيي طلال فيه أصدقائه والعالم كله بحلول العام الجديد 2008، ويقدم فيه بناته الثلاثة هند وبشرى وحنين واللواتي لقبتهن أنا بـ "سمراوات السويد" بجمالهن العراقي الأصيل، وفرقته الطربية "سومركـّروب" العتيدة خاصة بمطرباتها القديرات آنا وماريانا "شقراوات سكاندينيفيا." لقد أنجز طلال الفنان عملا ً لا يضاهى. وأحني قامتي له ولكل فناني وفنانات العرب الأصيلين وطبعا على قمة المطربات دون منازع السلطانة فـُلة
تمنيات بعام سعيد جديد من فرقة سومرواغنيات للدكتور طلال ومناظرموصلية وأخرى
من أيامه الجامعية 10:08
https://www.youtube.com/watch?v=BKPkaC6SUuc
هذا وستجدون على نفس صفحة اليوتيوب هذه أغاني رائعة أخرى، مع مناظر محلية بديعة: من بغداد مع حبي (أغنيتين)، من البصرة مع حبي (لهجة بصراوية)، من الموصل مع حبي (مدلي حلو، بلهجة الموصل)، من السليمانية مع حبي (كردية)، من العراق مع حبي ( مدلي ظريف) وغيرها

والآن أعزائي لكم تحفة فنية مهولة تستحق في نظري تقديرا ً دولياً وأحني قامتي فيها مرة أخرى لهذا المبدع، الا وهي أغنية "هبوب الشمال- جمل غيثة" التي تحكي قصة غيثة البدوية، ذات العيون البنية والبشرة الخمرية والجمال الأخاذ التي إختـفت في صحراء العراق الغـربية مع ثورة الطبيعة في عاصفة رملية هوجاءغبراء، وزوجها البدوي الذي جن جنونه بحثاً عنها في تلك الزوبعة والعاصفة اللاهثة الحارة التي لا يرى فيها الإ حمرة الغبار الجهنمي الذي يعـمي العـيون ويخنق النفس وقد حاق به اليأس من لقياها فيخاطب جملها الذي لا يلعب مع بقية الجمال ليسأله إن كان في حزن مثله على خسرانها... أبدع طلال في تلحين وغناء واخراج هذه الفار ِقة الغـنائية البدوية التي أقدمها هدية الى عشاق الطرب ومحبي فـُلة... وهنا يتلاقى العمالقة المبدعون فـُلة بأغانيها والحانها الرائعة المليئة بالإحساس الجميل والمشاعرالحلوة الفياضة (وأنا بإنتظار أغنيتها البدوية مع عمرعبد اللات في صحراء الأردن)، وطلال الذي يكشف لنا قساوة ورهبة حياة البداوة وصعـوبتها ومخاطرها بإسلوب هائل يقف له شعررأسك ويشدك مستولياً على حواسك فتضيع مع زوج غيثة في أتون ومتاهات بوادي العرب التي أتى منها أجدادنا وبعضهم لا يزالون فيها -- أنا أحب شعـروغناء وحدو(حداء) البدو وهزني هذا العمل الفني الى أعماق روحي ونفسي، ولا أشك من أنها دماء البداوة التي لا تزال تجري في عروقي وجائشتي ومهجتي بينما عايشت العالم الحضري منذ الولادة إلا قليلاً

"هبوب الشمال - جمل غيثة" أغنية بدوية بصوت طلال إسماعيل الجميل 7:04 دقيقة
https://www.youtube.com/watch?v=HUVbDtAF2xc&feature=related
سألت د. طلال ممن حصل على هذه القصة فذكر لي أنها من القصص التي كانت جدته البدوية رحمها الله تقصها عليهم عندما كانو صغارا ً وتكون بذلك الملهمة لهذا العمل الأدبي الفني االخارق-- إدخلوا هذه القطعة الفريدة بمناديل تجفـفون بها دموعكم

يـتـبـع - الجزء الثالث -

عزيزي عندما يمتزج ثالوث الخلود ..الابداع والجمال والاحساس نلد نحن...من تلك الاغاني المنبعثة كرائحة فيروز الشطان...اخي في الحياة لقد اخذتني الى بلاد العجائب التي كنت اطوقها ...العراق ...و موشحاته...الحزينة ....الامل ...حقا كانت جلسة فنية لا تتكرر ...لا يسعني الا ان اقول لك يا استاذ عقيل انت مبدع في ممارسة الاختيار...شكرا عزيزي