من بساتين الفل و حقول الألحان ورحيق الأنغام ، بأريج الفل الساحر و عطره الآسر و صوتها الباهر بَنَت مملكتها . همست الحب العشق الرومانسية الوجدان و الأوطان . حاملة راية ولواء الفن الأصيل لتكون مزروعة بأرض الأصالة ليعبق عطرها في عالم الأغنية الراقية .
شاملة بمواهبها ، تعزف تلحن تكتب و تغني ، علاقتها بالموسيقى صداقة قديمة حكاية عشق متينة ، ذكريات جميلة يملؤها الحب الحقيقي للنغمة ، الإحساس العالي بالكلمة ، الدف في الأداء و الانسجام التام .
صاحبة الطاقة الفنية الكبيرة التي لا يسعها أستوديو ولا شريط ، دائما مليئة بالأحاسيس العالية الذي يتميز بها أدائها الفريد حيث تكاد الوحيدة من أهل المغنى التي تغني الأغنية ألف مرة لكن لكل مرة نكهة و طعم ولون .
هي التي تملأ الأمل في قلبها و مستعدة لكلّ التحديات ، واجهت زلزالا في حياتها لكنها نجحت بتخطيه و التفوق عليه بإيمانها الكبير رغم الظروف القاسية و المرة و كلّ الصعوبات .
إنّها مطربة الجزائر الأولى سلطانة الطرب العربي الأصيل فله الجزائرية
من عائلة فنية عريقة ومحافظة متكونة من خمس بنات وولدين، ابنة عبد الحميد عبابسة رائد الأغنية البدوية في الجزائر وحفيدة أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين وابنة أخت الفنانة القديرة ليلى الجزائرية• بدأت الغناء في سن السادسة ،الوالد المحافظ والمتشدد، منع البنات من الخروج وتجاوز عتبة البيت، كما منعهن من الالتحاق بمعهد الموسيقى وإن كان فنانا، وبالرغم من كل ذلك فإنه سمح لبناته بتعلم العزف على مختلف الآلات الموسيقية كالعود والكمان والبيانو في البيت الفني وكان كل ذلك على يد الأخ الأكبر نجيب عبابسة الذي كان بدوره أستاذا بالمعهد الوطني للموسيقى •
تزوجت فله زواجا عائليا بطريقة تقليدية مرتبة وسنها لا يتجاوز الستة عشر• كانت ثمرة هذا الزواج الفاشل طفلة وانتهى بعدها بالطلاق، التجربة أنهكت فله التي حلقت نحو باريس مسقط رأسها لتلتحق بشقيقها نجيب، وكان عمرها آنذاك 18 سنة، أين تعرفت فله هناك على كبار الملحنين، كبليغ حمدي، كما قدمتها المطربة اللبنانية الشحرورة صباح إلى الملحن الكبير سراج عمر خلال إحدى السهرات الفنية فأعجب بصوتها وقرر مساعدتها، كما شاركت في حفلات فنية غنت فيها فنانات كبيرات، كفايزة احمد وريم البوادي •
تعلقت بالفن والغناء منذ أن كانت طفلة صغيرة• كان عمرها 3 سنوات عندما بدأت العزف على البيانو، حيث أن أول أغنية أنشدتها في مناسبة علنية كانت أغنية * من أجلك يا مدينة الصلاة * للمطربة الكبيرة فيروز، وكان ذلك في مناسبة انتهاء السنة الدراسية وكان عمرها ست سنوات، وساعدها الوسط الفني الذي ولدت وترعرعت فيه على تعلم العزف على آلات موسيقية عدة، وخصوصا العود والبيانو• لذا قبل أن تكون مطربة، بدأت كعازفة على البيانو في فرقة *الموصلية* إحدى الفرق الشهيرة المتخصصة في الغناء الأندلسي، وكانت تعزف بالأخص في الأفراح والمناسبات •
على خطى وردة الجزائرية انتقلت فله الجزائرية إلى مصر ودخلت عالم الفن من بابه الواسع حيث كانت مشروع نجمة للراحل بليغ حمدي الذي اعتبرها ابنته . ولكن و لظروف مفاجأة و قاسية توقف كل شيء ....... .
بعد مرور فترة تعتبر من أصعب الفترات التي مرّت بها فله بمصر عادت إلى الجزائر إلى وطنها. رجعت إلى بلدها لشعورها بالمسؤولية تجاه بلدها وجمهورها. وكانت تلك المرحلة من أكثر المراحل غزارة في الإنتاج حيث كتبت وغنيت العديد من الأغاني عن معاناة الأطفال والنساء في الجزائر، مثل أغنية * أنا جزائرية * و* أنا الوحدانية * و*ما ظنيت تنساني* و*غزالي*، وغيرها. وكلها أغان نالت نجاحاً كبيراً.
كما أنها ألّفت وغنيت أناشيد وطنية عدة، مثل أنشودة *من أجل أن تحيا الجزائر*. وغنيت أيضا أغاني من التراث الجزائري القديم، كما كتبت و لحنت أغنية *راني جاي* التي نالت عنها الجائزة الأولى في مهرجان "كركلا". و في هذه الفترة رُشّحت للمشاركة في العديد من المهرجانات العربية في الأردن وتونس وغيرهما، ولقّبت بـ * مطربة الجزائر الأولى *.
وفي الوقت ذاته تعاملت مع كاتب الأغاني المعروف بلقاسم زيطوط. تعاونت مع العديد من فنانين المشرق العربي وخصوصا مع الفنان وليد توفيق في أغنية * يا ليل * . كما كانت لها تجربة مع المطرب السعودي محمد بكر, أديا معاً أغنية بعنوان *شغلة غريبة*. وكانت الأغنية باللهجة السعودية.
انتقلت فله إلى لبنان هوليود الشرق هناك بدأت انطلاقتها نحو العربية حيث مضت عقدا مع أكبر شركة إنتاج في العالم العربي شركة روتانا ، اذ توج هذا العقد بألبوم أول عربيا لفله الجزائرية حمل عنوان * تشكرات * حيث حقق هذا الألبوم و هذه الأغنية نجاحا ساحقا في عالم الغناء .
قسـما"عظما".... لولا بيّـا نـار
مابدي أسـفا".... مهما تم وصار
وابكي نـــدما".... عللي باع اسرار
يترك بيّا ألمـا".... خلى عقلي طــار
تشكرات أفندم ..... جروحي جوك وزال
تشكرات أفندم ..... عن روحي غيم وزال
تشكرات أفندم ..... قلبي وصـابا زلــــــــزال
***********
ماصعب كـلام النـاس ..... كلها عليّــا تلـوم
وقلبي انـا الحسـاس ..... أفنـدينـــا مظلوم
قلبي ماعـاد يريــــــد ..... يرجـع هواناالكان
خليك بعيـد بعيـــــــد ..... ماعـاد ليا عنوان
تشكرات أفندم ..... جروحي جوق وزال
تشكرات أفندم ..... عن روحي غيم وزال
تشكرات أفندم ..... قلبي وصـابا زلــــــــزال
***********
غلطـة وماظن تعـــــود ..... أعشق هوى كداب
لا يحفـظ الوعــــــــــود ..... ولايصـــــــون حبـاب
أنسى الليكان انساه ..... ماعـاد بيّـــا اشواق
واللي ينسـى عساه ..... يتحمـل الفـــــــراق
تشكرات أفندم ..... جروحي جوق وزال
تشكرات أفندم ..... عن روحي غيم وزال
تشكرات أفندم ..... قلبي وصـابا زلــــــــزال
من كلمات العملاق صفوح شغالة وَ الحان الأستاذ جورج مارديروسيان وتوزيع الفنان الكبير روجيه خوري ( شكلوا الرباعي الذهبي مع فله من ألبوم تشكرات إلى آخر ألبوم)
يحتوي ألبوم تشكرات على 10 أغاني مع كبار الشعراء و الملحنين. صورت 3 كليبات تشكرات من إخراج طوني قهوجي ، مهلا علي وَ كان من إخراج محمد العجمي.
بعد ألبوم تشكرات و النجاح الذي حققه طرحت الفنانة فله الجزائرية ألبوم طربي حمل عنوان * سهرة طرب * يحتوي أغاني طربية لايف من حفلة مسرح المدينة ببيروت بالإضافة إلى أغنيتين قام بتوزيعهما الموزع الكبير جون ماري رياشي و هما * إنت عمري * وَ * ألف ليلة و ليلة * .
في 2003 أصدرت فله ألبوم يحمل 14 أغنية حمل عنوان* بدر14* ألبوم حقق نجاحا لافة و دون أي حملات إعلانية ، صورت منه كليب واحد فقط و هي لأغنية * بستان الفل * وهي للرباعي الذهبي من إخراج المخرج الكبير حسين دعيبس .
فله التي غنت للوطن و السلام ، أثناء الاجتياح الإسرائيلي على مخيم جنين قدمت أغنية وطنية * جنين* أغنية من أروع ما يكون كتبها الكبير صفوح شغالة و لحنها المبدع جورج ماردورسيان و توزيع الفنان الكبير روجيه خوري .
أنزلت فله أغنية خليجية * سينغل * من كلمات الشاعر الكبير الناصر و لحن الدكتور يعقوب الخبيزي تحمل عنوان * كيف أجازيك * أيضا من إخراج المخرج الكبير حسين دعيبس ونجد انه برع فعلاً من خلال هذا الكليب في إظهار الصورة الحقيقية لشخصية فله كما نعرفها، حيث يروي الكليب قصة حياتها، وتبدو وهي تجري لقاء صحافياً تروي فيه أخبارها ومعاناتها، ثم لقطات في الأستوديو وهي تسجل أغنية، ومشاهد أخرى تتمرن فيها على العزف والغناء، و أخرى تمارس فيها الرياضة وتتبضع من السوق وغيرها من اللقطات الجميلة التي تحمل بعداً إنسانياً حقيقياً للغاية عن شخصية فله، قلما يتمكن أي مخرج من إظهاره للناس .
و جاءت المفاجأة الكبيرة .......
.......فبعد نجاح ألبوم * تشكرات* وَ* سهرة طرب* وَ * بدر14* طرحت فله ألبوم * أهل المغنى * أهل المغنى، التي كتب كلماتها الشاعر الكبير صفوح شغالة، ولحنها المبدع جورج مرديروسيان، أرادت فله توجيه رسالة عن الحال المتردي الذي وصلنا إليه في عالم الغناء، حيث بات الكل في صراع على الشهرة والنجومية، وكل ذلك على حساب الفن الأصيل، الذي بات عملة نادرة، تماما كما هو صوت فله، الذي يعدّ ظاهرة أفلتت من جيل العمالقة، لما في ذلك الصوت الآتي من أرض الجزائر، من قوة وسحر وطواعية غريبة في أداء اللحنين الشرقي والغربي في آن، ومن تميّز في ذلك الإحساس الرائع الذي ترعرع بين آلات بليغ حمدي، فصار صوت فله الصوت المثقف والمشبع بكنوز خزانة الموسيقى العربية ليصبح بالتالي منبعا لفنّ جديد. وترى، أي صوت هو أجدر من صوت فله، لتقديم تلك الرسالة في أهل المغنى التي نجد فيه كلاما صادقا يتحسر فيه الشاعر على فن هذا الزمن مقابل خوفه على ضياع التراث، ولحنا كان واضحا من نغماته أن الملحن تقصد أن يكون إيقاعيا راقصا بأسلوب الكاونتري ستايل مع كورس (أو جوقة) مؤلفة من الأحصنة، في إشارة واضحة إلى الاستهزاء بالموجة الجديدة التي هي خليط من كل شيء، لكنها من الفن براء. وليس بعيدا من أجواء الكلمة واللحن والصوت، يأتينا المخرج الواعد عادل سرحان بأسلوب جديد برع من خلاله في تقديم هذا الشكل من الغناء في الفيديو كليب. فعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة، دارت الكاميرات تحت إدارة المخرج سرحان في مدينة طرابلس، داخل ديكور مميز بني خصيصاً للكليب، إلى جانب قلعية المسيلحة الشهيرة في المدينة. والديكور هو عبارة عن مجسّم لأجواء تكساس الأميركية (تماشيا مع موسيقى الكاونتري)، يقدم سرحان من خلاله فكرة متميزة جدا يمكن تلخيصها على الشكل التالي: نرى في بداية الكليب سيدة عجوز تحمل بين يديها كتابا مذهبا عنوانه أهل المغنى، لتأتي فله، فتمنحه إياها السيدة العجوز. وبعد خروج فله من الغرفة، يأتي رجل بحثا عن الكتاب (وكأنه كنز ذهبي)، فلا يجده، ليركض خارجا في محاولة للحاق بفله التي تهرب منه على حصان وتخبئ الكتاب.... وكل ذلك إلى جانب لوحات راقصة مميزة وسط المدينة التي تحمل اسم فله كاونتري، إلى جانب مناظر أخرى في الطبيعة وغيرها... وهكذا حتى نهاية الكليب، إلى أن تسلم فله الكتاب إلى طفلة صغيرة، تحمله بين يدها وتفتحه فنرى صورا لعمالقة الغناء فيروز، وديع الصافي، زكي ناصيف، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ ، فريد الأطرش وغيرهم....
بمعنى انه من السيدة العجوز وصولا إلى فله ومن ثم إلى الطفلة الصغيرة، يجب أن نعي جيدا أن تراثنا الموسيقي الشرقي هو فعلا كنز ثمين لا بد من المحافظة عليه وتناقله بأمانة من جيل إلى جيل.
حمل ألبوم أهل المغنى إلى جانب هذه الأغنية أغنية (على الله من تولع) كلمات الشاعر الكبير صفوح شغالة ولحنته الفنانة فله على النغم العدني.. أيضاً (عمري عم بيضيع) كلحن رومانسي من كلمات الشاعر غسان أسعد كذلك قدمت أغنية (ولا حتي ثانية) لحن شعبي مصري من كلمات الشاعر الكبير صفوح شغالة وألحان المبدع جورج مرديسيان تليها (ينبوع الهوى) كأغنية شعبية بأسلوب الدبكة النورية وهي أيضا من كلمات الشاعر الكبير صفوح شغالة ألحان المبدع جورج مردرويسيان، الأغنية السادسة أخذت اللون الجزائري الراوي (نقلش عمري) كلمات المطربة فله الحان فلكلورية.. الأغنية التالية (سيدي حبيبي) وهو أيضاً من كلماتها وألحان فلكلورية تليها (كلمة والسلام) أخيراً (أحملني إلك) من كلمات الشاعر الياس ناصر الحان الفنانة فله. بالإضافة إلى كليب أهل المغنى صورت كليب آخر لأغنية ولا حتى ثانية مع نفس المخرج عادل سرحان .
توقعت فله لهذا العمل سمعة طيبة لما لها من توضيح بأن الفن جزء لا يتجزأ من ثقافات الأجيال وهو مختلف عن ما نسمعه ونشاهده.. وفعلا حقق العمل نجاحا كبيرا حيث تحصلت على جائزة الأوسكار في مهرجان الفيديو الكليب بالقاهرة عن أغنية أهل المغنى.
عام 2007 طرحت ألبوم جديدا حمل عنوان * لما رأيتو * يحتوي على 07 أغاني * انت حبيبي * كلمات الشاعر الكبير صفوح شغالة و ألحان المبدع جورج ماردروسيان ، *ليه كده * كلمات الشاعر ملحم صعب و ألحان المبدع جورج ماردورسيان * جمالي والي * فلكلور عراقي أهدته فله لشعب العراق الحبيب ، كما شاركت فله في هذا الألبوم بالتلحين و الكتابة فكان لها أغنية * كان زمان * كلمة و لحنا ، * تخيل * كلمات الشاعر الشاب محمد المهندي و ألحان فله ، و دائما فله لا تنسى اللون الجزائري فكانت أغنية * كحيل العين * كلمات و الحان فله .
صورت أغنية *انت حبيبي* على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج الشاب فادي حداد حيث أخذت دور * المايسترا فله * الكليب صور في منطقة بيت مري في جبل لبنان، حيث تحدت فله الأوضاع الأمنية السيئة، وأصرت على تصوير أغنيتها في بيروت ، إيمانا منها بان لبنان يبقى بلد الفن .
كما قدمت فله أثناء حرب تموز في لبنان أغنية * لبنان يا سراج العرب * أغنية رائعة كتبها الكبير صفوح شغالة و لحنها المبدع جورج ماردورسيان و توزيع الفنان الكبير روجيه خوري .
مع حبي
مهدي